للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الشعر نحو (١):

.............. وكانت عادةً … منه إذا هي عرَّدتْ إقدامُها

أنَّثَ (الإقدام) لما كان العادةَ، ثم قال بعد شيءٍ ذكره: وقد جاء في الكلام ما جاءت حاجتك؟

فأُنِّثَ ضمير (ما) حيث كان الحاجة في المعنى، ومثله: (من كانت أمَّك) أنَّثَ ضمير (مَنْ) حيث كان الأمَّ، ومثله: {ومن تَقْنُتْ مِنْكُنَّ وتَعْمَلْ} (٢)، ومما يقوِّي نصبَ (فتنتهم) أنَّ قوله: {أنْ قَالوا} (٣) بأن يكون الاسم أولى، لأنَّ (أن) إذا وُصلِتْ لم تُوصَفْ فأشبهت بامتِنَاعِ وصفها المضمَرَ. فكما أنَّ المضمَر إذا كان مع المظهر فكونُه الاسمَ أحسنَ، كذلك (أن) إذا كانت مع اسم غيرها.» انتهى كلامه.

ومَنْ قَرأ بالياء ونَصبَ (الفتنة) فالتقدير: ثم لم يكن إلا قولُهم فتنَتَهُم؛ فالقول الاسم، والفتنة الخبر.

وقد أجمعوا على قوله: ما كان حجتهم إلا أنْ قالوا فكذلك هذا، ونصب {ربَّنَا} (٤) على ياربنا.

ومعنى «شرَّف وَصَّلا» أي: شرف هذا النداء وُصَّلاً إلى الله، وهو جمعُ واصِلٍ قال الله تعالى: {ادعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (٥)؛ وأما نداء هؤلاء


(١) البيت للبيد بمعلقته وتمامه: «فمضى وقدَّمها وكانت.».
انظر: ديوانه:/ ١٧٠، اللسان (عرد) ٤/ ٢٧٩.
(٢) الآية ٣١ من سورة الأحزاب، وهي قراءة شاذة لايقرئ بها وهي ليست في كتب القراءت المتواترة المعتمدة. انظر: القرطبي ١٤/ ١٧٦.
(٣) الآية ٢٣ من سورة الأنعام.
(٤) الآية ٢٣ من سورة الأنعام.
(٥) الآية ٦٠ من سورة غافر.

<<  <  ج: ص:  >  >>