للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غفور رحيم أي: فله/ غفران الله تعالى، ويجوز أن تقدِّر مبتدأً محذوفاً، و «أنه غفور رحيم» الخبر أي: فأمره أنه غفور رحيم؛ وقد قيل: [إن] (١) الثاني توكيد للأول أُعِيدَ لطول الكلام وهو قول المبرِّد والجرمي، وعليه من الاعتراض ما على قول سيبويه.

وأما قراءة نافع حين فتحَ الأول وكسرَ الثاني، فلأنَّ الفاءَ جوابُ الشرط، وما بعد الفاء في الجزاء يكون مستأنفاً فهذا وجْهُ كسر فائِهِ، وأما مَنْ كسرهما فإما على أن يحمل على الحكاية كأنَّ الرحمة استُفْهِم عنها فقيل: إنه مَنْ عَمِل، وكسر الثاني على ما سبق، وإما أن يُحْمَل على الاستئناف ويتمُّ الكلام على الرحمة.

وأما تستبين ويستبين بالتذكير والتأنيث والرفع، فلأنَّ السبيل والطريق يُذَكَّر ويُؤَنَّث ومن تذكيره قوله تعالى: {يَتَّخِذُوه}، و {لايَتَّخِذُوه} (٢)، [وينصب] (٣) السبيل على أنه مفعول أي: ولتستبين أنت سبيلَ المجرمين.

و «ولا» متابعة، لأنهم مع قراءتهم برفع السبيل تابعوا بين قراءتهم وقراءة مَنْ قرأ بالتاء مع الرفع، وقال: «خذ» لأنه أبْينُ في المعنى، واختار أبو عُبيدٍ التأنيث والرفع قال: لقوله: {هَذِهِ سَبِيلِي} (٤)، وقوله: {وتَبْغُونَها عِوَجاً} (٥) فأنَّث في الموضعين، وقد قدَّمت أنه ذُكِّرَ في الموضعين فلا معنىً لاختياره دون قراءة ابن عامرٍ والكوفيين، وإنما قلتُ هذا تقويةً لما أشار إليه شيخُنا بقوله: «خُذ».


(١) مابين المعقوفتين زيادة من (ش).
(٢) الآية ١٤٦ من سورة الأعراف.
(٣) في (ع) [ونصب].
(٤) الآية ١٠٨ من سورة يوسف.
(٥) الآية ٨٦ من سورة الأعراف وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>