للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في غيرها مثل هذا، وقال عقيب ذلك: قال لي فارس: كذلك روت الجماعة، عن أبي شعيب وإنما اختار الفتح في ذلك موسى بن جرير النحوي من نفسه.

قال أبو عمرو: يعني فيما بعد الياء منه ساكن، قال أبو الفتح: وقد كان يعني موسى يختار في قراءة أبي عمرو أشياء من جهة العربية، قال: وقرأت جميع ذلك على أبي الحسن عن قراءته بالفتح إلا نحو: {رَأَى كَوْكَبَاً} (١) فإني قرأته عليه بفتح الرَّاء وإمالة الهمزة كما تقدَّم.

فحاصل ذلك أنَّ أبا عمروٍ قرأ ما لقيه ساكنٌ على أبي الفتح بإمالة الهمزة والرَّاء، وعلى أبي الحسن بفتحهما.

وأما الخلاف عن أبي بكرٍ فرواه خلفٌ، عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر بإمالة الرَّاء والهمزة في هذا الضرب؛ ورواية شعيب بن أيوب الصريفيني (٢) وغيره عن يحيى ابن آدم، عن أبي بكر بإمالة الراء وفتح الهمزة، وكذلك روي البُرْجُمِي، والكسائي، والعُلَيمي عن أبي بكر.

وقوله: «في صفا يد» أي: في صفا نعمة لأنَّ العلم نعمةٌ بل هو أجلُّ النعم؛ فكأنه يقول: أمل في صفاء علمٍ؛ واليد تستعمل بمعنى النعمة، وذلك أنَّ الإمالة في الرَّاء دليلٌ على أنَّ الأصل كان كذلك قبل لقاء الساكن؛ ومَن


(١) الآية ٧٦ من سورة الأنعام.
(٢) شعيب بن أيوب بن رزيق أبو أيوب الصريفيني، مقرئ ضابطٌ، أخذ القراءة عرضاً عن يحيى بن آدم، روى القراءة عنه محمد بن عمرو، ويوسف بن يعقوب الواسطي. توفي سنة إحدى وستين ومائتين.
غاية النهاية ٢/ ٣٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>