ليوافق السنة ولهجات العرب، إذ إنه يصعب أن يُلْزِمَهم بلهجةٍ واحدةٍ، وكان يتلقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن من ربِّ العالمين بواسطة جبريل الأمين سفير رب العالمين، وكان جبريل يدارس النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن في كلِّ عامٍ مرةً، ثم قام الصحابة بهممٍ عاليةٍ يتلقون القرآن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى وصل إلى التابعين، ثم إلى من بعدهم، وبرز بعض من الصحابة الذين عُرِفُوا بالحفاظ الجامعين.
وعندما وقعت معركة اليمامة، وقُتِلت أعداد كثيرةٌ من الحفاظ خشي الفاروق علاكتاب الله، فأشار على الصديق بجمع القرآن: قال الإمام الشاطبي (١):
وكلُّ عامٍ على جبريل يعْرِضهُ … وقيل آخر عامٍ عَرْضَتَيْنِ قَرَا
وبعد الصحابة جاء التابعون فضبطوا وكتبوا وحفظوا ثم الذين يلونهم، فانتشركتاب الله في سائر الأرض، وظهرت القراءات في هذه المصنفات والمطولات بعد أن كانت محفوظة في الصدور.