للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ أُبيٌّ:/ (حقيقٌ على بأن لا أقول)، وهو يشهد لما قال الأخفش، وكذلك يؤيده قراءة عبد الله (حقيق أن لا أقول).

قال الأخفش: وليس ذلك بالمطَّرد، لو قلت: ذهبتُ على زيدٍ تريد بزيد لم يَجُزْ فهذا معنى قوله: «خصُّوا»

قال الزمخشريُّ (١): «في هذه القراءة وجوهٌ:

أحدها: أن يكون من المقلوب لأمْنِ الإلباس كقوله (٢):

.................... … وتشقى الرِّماح بالضياطرة الحُمْرِ

أي: وتشقى الضياطرة بالرماح، فتكون بمعنى قراءة نافع أي حقيق: على أن لا أقول.

والثاني: أنَّ ما لزمك فقد لزمتَهُ فكما أنَّ قولَ الحق حقيقٌ عليه كان هو حقيقاً على قول الحق أي: لازماً له.

والثالث: أن يضمَّنْ حقيقٌ معنى حريصٍ كما ضُمِّن هيجني (٣) معنى ذكَّرني في بيت الكتاب.

والرابع: وهو الأوجه الأدخل في نُكَتِ القرآن أن يُغْرق موسى -عليه السلام- في وصفه نفسه بالصدق في ذلك المقام، لا سيما وقد رُوي أنَّ عدو الله فرعون قال له لما قال: إني رسولٌ من رب العالمين: كذبتَ،


(١) الكشاف ١/ ٥٦٤.
(٢) البيت لخداش بن زهير وصدره: «وتَلْحَقُ خيلٌ لا هوادةَ بينها». وهو في الكامل ٢/ ٤٠٦، معاني القرآن للأخفش ١/ ٣١٨، ومجاز القرآن ٢/ ١١٠، والكشاف ١/ ٥٦٤، والدر المصون ٥/ ٤٠١. والضيطار: الضخم.
(٣) وهو قول الشاعر: إذا تغنَّى الحمامُ الوُرْق هَيَّجني ولو تغرَّبتُ عنها أمَّ عمارِ
وهو في الكتاب ١/ ٢٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>