للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال بعضهم: هي حرفٌ من حروف الجر وضِعَتْ مَوْضِعَ التبرئة والبراءة (١)، فمعنى حاشا لله براءة الله وتبرئة الله، وقراءة عبد الله من ذلك أضاف حاشى إلى الله إضافة البراءة، واللام مثلها في سقياً له، كأنه قال، براءة، ثم قال: لله ليبان من يبرئ.

قال: ويدل على أنها نُزِلَت مِنْزِلةَ المصدر يعني: براءة وتبرئة، قراءة أبي السَمَّال (٢) حاشاً لله بالتنوين، وقراءة غير أبي عمروٍ بالحذف، وقراءة الأعمش (حشالله)، بحذف الأولى.

قلت: وعلى قراءته أنشد الأنباري (٣):

حشا رهط النبي فإنَّ منهم … بحوراً لا يكدِّرُها الدِّلاء

رجع الكلامُ، قال: وإنما جاز ألا يُنَوَّن بعد إجرائه مُجْرَى براءةً لله مراعاةً لأصله الذي هو الحرفية كما قالوا: جلست من عن يمينه، فتركوا عن غير معربٍ، وعلى في قوله (٤):

غَدتْ مِنْ عليه بعد .... … ....................

مُنْقَلِبَ الألف إلى الياء مع الضمير، والمعنى تبرئة الله تعالى من صفات العجز، والتعجب من قدرته على خلق مثله في غاية الحسن.

وفي الثاني تعجبٌ من خلق عفيفٍ مثلِهِ.


(١) تفسير الطبري ١٦/ ٨٣.
(٢) قعنب بن أبي قعنب أبو السَمَّال البصري، له اختيارٌ في القراءة شاذٌ عن العامة رواه عنه أبو زيد سعيد بن أوس غاية النهاية ٢/ ٢٧.
(٣) لم أقف على قائله وهو في اللسان (حشا) ١٨/ ١٩٨.
(٤) البيت لمزاحم العقيلي و تمامه: ما تمَّ ظِمْؤهاُ تَصلُّ وعن فيضٍ بزيزاء مَجْهَل
وهو في الكتاب ٤/ ٢٣١، والنوادر ١٦٣، وأدب الكاتب ٣٩٢، وابن يعيش ٨/ ٣٨، ورصف المباني ٣٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>