للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: لسُبَّ السبُّ، وقد قرأ أبو جعفر (١) ليجزي قوماً أي: ليُجْزَى الجزاء قوماً، واحتجوا لإسكان الياء بقراءة الحسن (٢)، {وذَرُوا ما بَقِيْ مِنْ الرِّبوا}، وبقول الشاعر (٣):

ردت عليه أقاصيه ولبَّده … ضرب الوليدةِ بالمسحاة في الثَّأد

وردَّ هذه القراءة الزجّاج (٤)، والفرَّاء، وغيرهما وصرَّحُوا بأنها لحنٌ، قال الفراء (٥): «أما الكتابة فلأنَّ النون الثانية ساكنة، إذ القراءة نُنْجي فلا تظهر الساكنة على اللسان، فلما خفيت حذفت في الكتاب».

وقال غيره: إنما حُذِفت [النون] (٦) لاجتماع المثلين في الخط، قالوا: وأما قول أبي عُبيدٍ: أنه نُنَجِّي وأدغم النون في الجيم، فالجيم مشددة والإدغام في مُثْقَلٍ لا يجوز، وإدغام النون في الجيم لو لم تكن مشددة غير جائز [لعدم] (٧) التقارب، وإسكان الياء في موضع الفتح قبيحٌ لا يجوز، وقراءة ابن عامر وأبي بكر دالةٌ على إتباع النقل، وإلا فلو كان الاعتماد على الخط لكانت القراءة نُجِيَ بتحريك الياء.

وحجة القراءة الأخرى أنَّ المؤمنين دليل على ننجي، واعتذروا عن الرسم بما قدمتُ، وكذي صلا قد سبق تفسيره.


(١) إعراب القرآن لابن النحاس ٤/ ١٤٤.
(٢) قراءة شاذة لا يقرأ بها اليوم انظر: إتحاف فضلاء البشر ص/ ١٦٥.
(٣) البيت للنابغة الذبياني.
(٤) معاني القرآن للزجاج ٣/ ٤٠٣.
(٥) معاني القرآن للفراء ٢/ ٢١٠
(٦) مابين المعقوفتين زيادة من (ع).
(٧) قوله: [لعدم] في (ع) [بعد].

<<  <  ج: ص:  >  >>