للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يُصغَّر لاستغنائهم باللتيَّات والَّذيُّون، وقرأ قالون وقنبل اللاء على حذف الياء كما قال (١):

مِنْ الّلاءِ لم يحَجُجْنَ يَبْغِينَ حُسْبةً … ولكنْ لِيَقْتُلن البَرِيء المُغَفَّلا

وقرأ أبو عمرو والبزي بياءٍ ساكنٍ من غير همز، قال أبو عمرو: هي لغة قريش، وجاز التقاء الساكنين للمد، وذلك أنه حذف الياء التي بعد الهمز، ثم أبدل من الهمز ياءً، ثم أسكن الياء استثقالاً للحركة عليها وهو/ إبدالٌ على غير قياسٍ.

قال أبو علي (٢): «ولا يقدم على مثل هذا البدل إلا أن يُسمع»، وقرأ ورش بياءٍ مختلسةِ الكسرةِ، وذلك عبارةٌ عن تخفيف الهمزة بين بين، وهو القياس في تخفيف هذه الهمزة.

وقد رُوِي عن أبي عمروٍ والبزي مثل مذهب ورش هذا، قال أبو عمرو في غير التيسير: قرأت لأبي عمروٍ بإسكان الياء على الفارسي وأبي الحسن، قال: وبذلك حدثنا الفارسي، عن أبي طاهر، والحسن بن شاكر، قال: وبه أخذ الحذَّاق كابن مجاهدٍ وغيره.

وقرأت على فارس بن أحمد بكسر الياء كسرةً مختلسةً من غير سكون، وبذلك كان يأخذ أبو الحسن بن المنادي (٣) وغيره، وهو قياس تسهيل الهمز، وكذلك ذَكَرَ عن البزي الإسكانَ، عن أبي الحسن والفارسيِّ، والكسر الخفيف عن أبي الفتح فارس، وقد قيل: إنَّ القرَّاء عَبَّرُوا عن التليين لهؤلاء


(١) وهو في اللسان (تصغير ذا وتا وجمعهما) ١٩/ ٣٤٢.
(٢) الحجة ٦/ ٤٦٧.
(٣) أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله أبو الحسين البغدادي المعروف بابن المنادي، الإمام المشهور حافظ ثقةٌ متقن محقق ضابط قرأ على الحسن بن العباس، والفضل بن مخلد. توفي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة غاية النهاية ١/ ٤٤

<<  <  ج: ص:  >  >>