رغم المآسي، رغم الآهات، لكننا متفائلون بإذن الله، مستبشرون بملايين الفتيات العائدات، العائدات إلى بيوتهن، المتمسكات بشريعة ربهن، المعتزات بحجابهن، والداعيات إلى الله بمطلق العزة والإيمان.
إن الأمة اليوم تنتظر منك أن تصنعي أبطالاً فاتحين، وعباداً زاهدين، وعلماء ربانيين، ولن يتحقق ذلك حتى تكوني على مستوى المسئولية، ففاقد الشيء لا يعطيه.
سأسوق لك أخباراً ترفع همتك ولتعلمي أن أمة الإسلام أمة معطاءة برجالها ونسائها بل حتى بأطفالها.
اسمعي بارك الله فيك، بعض الفتيات يغرقن بين أحلام وأوهام، وأخواتك الصادقات يحملن آهات وهموم شجون وأحزان، آهات ليست كآهات الغارقات في آهات حب وغرام، وهموم ليست كهموم الغافلات، هموم شهوات ومعاكسات، اتصلت من تقول لي: أريد بريدك الألكتروني، فعندنا رسالة نريد أن نوصلها لك، وصلت الرسالة، قرأتها فاحتقرت نفسي، شعرت بالخجل وأنا أقرأ كلمات تلك الرسالة، سجدت لله شكراً أن عندنا مثل هؤلاء الفتيات، لعلك تريدين أن تسمعي بعضاً من عبارات تلك الرسالة، التي أحمل لمن كتبنها كل الحب والتقدير والاحترام.
إنها رسالة من فتاتين في مقتبل العمر، تربين على حب الله ورسوله والبذل للإسلام، تقولان في الرسالة: يا شيخ! باختصار وبدون مقدمات، مشكلتنا أننا بنات لكننا لسنا كالبنات، همنا يختلف عن هموم البنات، همنا رفع راية لا إله إلا الله تحت ظل السيوف، الموت بالنسبة لنا حياة، والحياة بالنسبة لنا جهاد، وأعظم أمانينا الشهادة! كيف يقر لنا قرار ويهدأ لنا بال ونحن نرى أطفال المسلمين يقتلون، وأمهاتهم تسبى، وآباءهم يسحبون ويعذبون ويؤسرون، إننا لا نستطيع أن نقف مكتوفات الأيدي ونتفرج كما يفعل الرجال الآن، إن كنتم عرفتم للنوم لذة فإننا لم نعرف تلك اللذة، ننام على أصوات المدافع والطائرات، إننا لا نعيش معكم رغم أننا معكم، ونحن حينما كتبنا لك لا نريد منك رسالة عزاء على مصاب الأمة، ولا نريد مدحاً وثناء لأن الكل منا يعرف نفسه، إنما كتبنا لأننا نريد السبيل إلى الجهاد، وأعظم أمانينا الموت والاستشهاد.
لا تقل لنا: أنتن نساء، فنحن نعلم ولكننا نساء بأرواح الرجال، رجال لا يرضون الذلة والمهانة، لا تقل لنا: أنتن جهادكن الحج والعمرة، فنحن نطمع بالأعلى، نطمع بالموت في سبيل الله، فأرواحنا أغلى ما يمكن أن نقدمه في سبيل رضا رب العالمين، والذي أنفسنا بيده! إننا نتوق للجنان، ونعلم بفضل الشهيد عند الرحمن، ونطمع أن نكون منهم ومعهم.
وختمتا الرسالة بتوقيعهما أم عبد الله وأم عبد الرحمن.
هذه بعض من العبارات التي كتبنها، والتي جعلتني أراجع مع نفسي الحسابات، ولعلك أنت أيضاً تراجعين.
إن أمة تمتلك مثل هؤلاء الفتيات أمة لا تقهر بإذن الله، فنحن خير أمة أخرجت للناس، مهما كانت الظروف والأحوال.
أيتها الصادقة! لا ترهبي التيار، أنت قوية بالله مهما اشتد التيار: تبقى روح الحق شامخة وإن أرغى وأزبد حولها الإعصار