حياكم الله وبياكم، وسدد على طريق الحق خطاي وخطاكم، وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعني وإياكم في دار كرامته إخواننا على سرر متقابلين، وأسأله سبحانه أن يغفر ذنب المذنبين، وأن يقبل توبة التائبين، وأن يدل الحيارى، ويهدي الضالين، ويغفر للأحياء وللميتين، أمر الله عز وجل بالتوبة فقال:{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور:٣١]، ووعد جلّ في علاه بالقبول فقال:((وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ)) [الشورى:٢٥]، ثم فتح الرحمن باب الرجاء فقال:{لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ}[الزمر:٥٣].
وقد أخرج مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(يأيها الناس! توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة).
وأوحى الله إلى داود عليه السلام:(يا داود! لو يعلم المدبرون عني كيف انتظاري لهم، ورفقي بهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم، لماتوا شوقاً إليّ، ولتقطعت أوصالهم من محبتي، يا داود! هذه إرادتي في المدبرين عني، فكيف إرادتي في المقبلين علي؟!) يا من يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعد لكل ما يتوقع يا من يرجى للشدائد كلها يا من إليه المشتكى والمفزع يا من خزائن رزقه في قول كن والخير كله عندك أجمع ما لي سواء فقري إليك وسيلة فبالافتقار إليك فقري إليك أرفع ما لي سواء قرعي لبابك حيلة فلئن رددت فأي باب أقرع ومن ذا الذي أدعوه وأهتف باسمه إن كان فضلك عن فقيرك يمنع حاشاك أن تقنط من فضلك عاصياً الفضل أجزل والمواهب أوسع عنوان اللقاء: (قوافل العائدين) نعم قوافل العائدين، وسيتكون اللقاء من مقدمة وبداية وختام، وبينهما أخبار خمسة: الخبر الأول: لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب.