العنوان هو: فجعت قلبي وأدميته، فمواضيع الدين مرتبطة بعضها ببعض، حديثها وفقهها، وعقيدتها، وتاريخها، وسيرتها، لا ينفصل بعضها عن بعض.
والواقع الذي تمر به أمة الإسلام اليوم يبشر بالخير، فالصحوة -ولله الحمد- ملأت أطناب الأرض هنا وهناك، وبدأت قوة الإسلام تعود من جديد باتباع المسلمين له، أما قوة الدين فموجودة منذ أن أوحى الله إلى أهل الأرض بتوحيده وعبادته، فبدأ المسلمون يستشعرون الخطر، ويوحدون الصفوف، ويرجعون إلى الله.
والذي يتنقل بين بلاد المسلمين يمنة ويسرة يرى العودة العجيبة التي تشرح الصدر في كل بقاع المسلمين، اليوم لن يتآمروا على الضعيف، إنما يتآمرون على القوي، وأهل الإسلام اليوم يمرون في مرحلة قوة لا يعلمها إلا الله، لكننا نريد أن نستغل هذه القوة في عز الدين وعز الإسلام والمسلمين.
أردت من هذا الموضوع الذي اخترته أن أرفع الهمم، فكثير من الناس هم الذين يثبطون، وأن أرد على المشككين الذين يقولون: إن أمة الإسلام ليس عندها القدرة على مواجهة الآخرين، وتحتاج إلى سنوات طوال حتى تواكب الركب.
فأقول: أمة الإسلام في مقدمة الركب في كل حين وزمان مهما تغيرت الظروف والأحوال؛ لأن الله تعالى قال:{وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[آل عمران:١٣٩] أي: أعلون بعقيدتنا، وباتباعنا، وبوحدتنا، وبتماسكنا، وفي كل شأن من شئون الحياة، إن أصابتنا ضراء صبرنا فكان خيراً لنا، وإن أصابتنا سراء شكرنا فكان خيراً لنا، فنحن على خير في كل حال من الأحوال، إن كثرت الذنوب والمعاصي فباب التوبة مفتوح والله غفار، وإن كثرت المخالفات فالمؤمنون نصحة يتعاونون فيما بينهم، فإن حاد أحد على الطريق ذكر بالله حتى يرجع إلى الصواب وإلى الصراط المستقيم.