[المستقبل لهذا الدين]
لقد حصل بمخالفة واحدة ما حصل في يوم أحد، فالمجاهد الذي يجاهد في سبيل الله عنده هدف، والهدف ليس هو الغنيمة، وإنما الهدف أن تكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى، فالمجاهد خرج يطلب الشهادة، ولم يخرج يطلب غنيمة، والغنيمة تأتي تبع في أرض المعركة، فلما جاء حب الدنيا، وخولفت الأوامر حصل ما حصل.
فكم هي الأوامر التي خولفت اليوم؟! وكم هو إقبال الناس على الدنيا اليوم؟! فإنا لله وإنا إليه راجعون، لكن: قال تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:١٣٩]، فبالإيمان سيتحقق النصر والتمكين، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره).
ومن فضائل هذه الأمة أن الله يبعث لها على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها، والجهاد ماض حتى تقوم الساعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا تزال طائفة من أمتي منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله، ويقاتل منهم قومٌ الدجالَ).
وما كواكب الشباب التي نراها كل يوم تقبل على طاعة الله، وعلى المساجد، وعلى القرآن قلباً وقالباً إلا دليل على أننا الأعلون ديناً وعقيدة ومنهاجاً وطريقة، ومهما صنعوا فلن يستطيعوا أن يطفئوا نور الله، قال الله: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة:٢١].
فعلينا أن نستفيد من الدروس الماضية، وأن نزرع الإيمان زرعاً في القلوب، ونسقيه بماء الإخلاص والثقة واليقين، ومهما بلغت قوتهم فإن القوة لله جميعاً، والأمر لله من قبل ومن بعد.
اللهم انصر دينك وكتابك، وسنة نبيك، وعبادك الموحدين.
اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل عبادك الموحدين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين! اللهم انصر المجاهدين في سبيلك الذين يقاتلون من أجل إعلاء كلمة دينك.
اللهم صن أعراضهم، واحقن دماءهم، وفك أسرانا وأسراهم.
اللهم سدد رأيهم ورميهم، واكبت عدوك وعدوهم، واشدد وطأتك عليهم فإنهم لا يعجزونك يا قوي يا عزيز! اللهم احفظ شبابنا وشاباتنا ونساءنا وشيبنا وأطفالنا.
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً يا رب العالمين! ربنا اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.