لقد أقسم الله تبارك وتعالى بالوقت لعظمه، فقال سبحانه:{وَالْعَصْرِ}[العصر:١]، وقال تعالى:{وَالضُّحَى}[الضحى:١]، وقال تبارك وتعالى:{وَاللَّيْلِ}[الليل:١]، ولا يقسم الله إلا بعظيم، وله سبحانه أن يقسم بما يشاء وليس لمخلوق أن يقسم إلا بالله تبارك وتعالى.
اعلمي أيتها المؤمنة أنك ستسألين عن الوقت، وستحاسبين عما عملت فيه، فإن كنتِ صالحةً ستفوزين، وإن كنتِ مضيعة فستندمين وتخسرين، قال سبحانه وهو يسأل العباد عن ذلك:{قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ}[المؤمنون:١١٢]، فأما المضيعات اللاهيات المفرطات فيقلن:{قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ}[المؤمنون:١١٣]، فيأتي التوبيخ الشديد من رب العالمين:{قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ}[المؤمنون:١١٤ - ١١٥]، وقال صلى الله عليه وسلم:(لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، وعدّ منهن: عن عمره فيما أبلاه، وعن شبابه فيما أفناه).
أخية! لقد سأل عن العمر إجمالاً وعن الشباب خاصة، فلماذا السؤال عن الشباب؟ أليس الشباب قطعة من العمر؟ فلماذا التركيز على مرحلة الشباب؟
الجواب
لأن الشباب أحلى سنين العمر وأقوها، فإن لم تصرفه لله فكيف سيكون الجواب؟ وما هي حجتك التي بها ستحتجين بها؟! قال سبحانه:{فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ * وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ}[الأعراف:٦ - ٩] فهل تأملت شدة الوعد والوعيد؟ ومع هذا اسمعي عجب العجاب.