للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كيف تعطل السلاح]

كيف تعطل ذلك السلاح؟ تعطل يوم أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهن عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لك)، رواه الترمذي وقال حديث حسن؛ فهل أمرنا بالمعروف، ونهينا عن المنكر، لعل الله أن يستجيب دعاءنا.

تعطل السلاح يوم أكل الحرام، جاء عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الرجل يمد إليه إلى السماء ويقول: يا رب يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب له.

تعطل السلاح يوم كثرت الذنوب والمعاصي، جاء في الأثر: (ما طفف قوم كيلاً، ولا بخسوا ميزاناً، إلا منعهم الله عز وجل القطر، وما ظهر في قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت، وما ظهر في قوم الربا إلا سلط الله عليهم الجنون، ولا ظهر في قوم القتل إلا سلط عليهم عدوهم، ولا ظهر في قوم عمل قوم لوط إلا ظهر فيهم الخسف، وما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا لم ترفع أعمالهم، ولم يسمع دعاؤهم)، رواه ابن أبي الدنيا والطبراني.

قال يحيى بن معاذ عن هؤلاء: آثروا النوم على القيام، والراحة على الجهاد والمجاهدة.

تعطل السلاح يوم قل المستغفرون بالأسحار.

تعطل السلاح يوم قل فرسان الليل، وقل فرسان النهار، فتطاول علينا الكفار.

قيل لـ إبراهيم بن أدهم: ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ قال: لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه، أما قال الله: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [المائدة:٩٢].

وعرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته، أما قال سبحانه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران:٣١].

وعرفتم القرآن فلم تعملوا به، أما قال جل وعلا: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [ص:٢٩].

أكلتم نعمة الله فلم تؤدوا شكرها، أما قال جل وعلا: {يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا} [النحل:٨٣].

وعرفتم الجنة فلم تطلبوها، أما قال تبارك وتعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الزخرف:٧٢].

وعرفتم النار فلم تهربوا منها، أما قال جل من قائل: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} [الفرقان:٦٥].

وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه، أما قال سبحانه: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر:٦].

وعرفتم الموت فلم تستعدوا له، أما قال سبحانه: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجمعة:٨].

ودفنتم الأموات فلم تعتبروا، أما قال سبحانه: {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ} [الحشر:٢].

وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس {لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ} [الحجرات:١١].