نقرأ ونسمع عن أولئك الذين بذلوا كل غالٍ ونفيس للوصول إلى بيت الحرام، ثم نرى من حال كثير من المسلمين اليوم ممن تحققت فيهم الشروط الشرعية الموجبة لحج بيت الله الحرام، ومع ذلك فهم يسوفون ويتباطئون، أفلا يتذكرون قول النبي صلى الله عليه وسلم:(من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة).
أتدرون من المحروم؟ إن المحروم هو من جاء وصفه في حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إن الله عز وجل يقول: إن عبداً صححت له جسمه، وأوسعت عليه في المعيشة، يمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم) وتأمل في قوله: (لا يفد إلي) فلم يقل: إلى بيتي؛ لأن الحج هو الرحلة إلى الله، فكيف لا يكون محروماً من لا يرحل إلى الله: لبيك قد لبيت لك لبيك إن الحمد لك والملك لا شريك لك ما خاب عبد سألك لبيك إن الحمد لك لولاك يا رب هلك لبيك إن الحمد لك اللهم! هاهم ضيوفك بين يديك وفدوا إليك شعثاً غبراً، وقفوا وقوف الراجين، ونفروا نفور المؤملين، وباتوا مبيت الخاشعين، وضحوا تضحية الشاكرين، ورموا رمي المعاهدين، وتحللوا تحلل المبتهجين، وطافوا طواف المودعين، فتقبل منهم ربنا، فأنت وحدك الغفور البر الرحيم.
اللهم من أرادوا الحج فيسر لهم السبل يا رب العالمين! ومن حرم ذلك فاكتب له الأجر يا بر! يا رحيم! اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين! اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بأسوأ ما عندنا يا بر! يا رحيم! اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا يا ربنا! من الراشدين.
اللهم اجعل بلدنا هذا آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين! اللهم انصر المجاهدين في سبيلك الذين يقاتلون من أجل إعلاء دينك، وانصر من نصرهم، واخذل من خذلهم، اللهم صن أعراضهم، واحقن دماءهم، وفك أسرانا وأسراهم، وثبت حجتهم يا رب العالمين! اللهم اكبت عدوك وعدوهم؛ فإنهم لا يعجزونك يا قوي! يا عزيز! ربنا اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.