القرآن هو الذي صنع الجيل الأول، ونحن اليوم في بعد عن القرآن لا يعلمه إلا الله، ألهونا بالأغاني والشاشات والقنوات، هدفهم إبعادنا عن مصدر عزنا ومصدر قوتنا الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:(تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي).
دخل الاستعمار الجزائر وخيم على أهلها عشرات السنين، حتى إذا ظنوا أنهم تمكنوا من البلاد وأهلها، إذا بالرجال والنساء والأطفال يخرجون ويملئون الشوارع رافعين القرآن يرددون: نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد ما بقينا أبداً من أين استمدوا القوة؟ ومن أين رجعت الروح؟ من القرآن، ترجع القوة وترجع الروح إذا رجعنا إلى كتاب الله تبارك وتعالى، والأعداء أكبر همهم الآن إبعادنا عن هذا الكتاب العزيز الذي {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ}[فصلت:٤٢].
إن لم ترفع مثل هذه الآيات الهمم فما الذي يرفعها؟ إن لم تشتق النفوس إلى الجنة فما الذي يشوقها؟ إن لم تهرب النفوس من النار فماذا تفعل في هذه الآيات؟ ترفع الهمم آيات الجنة وآيات النار وتبردها بقلب سليم.