[خطر ترك الصلاة والتهاون بها]
إن هذا الحديث خطير، والقضية مهمة؛ فأبناؤنا يموتون على غير صلوات، بل حتى الشيب تهاونوا في أدائها، بل لقد مات رجل في السبعين من عمره منذ فترة ماضية فسألوني: هل نصلي عليه أم لا؟ فقلت: ولماذا لا تصلون عليه؟ قالوا: ما سجد لله سجدة من قبل!! ومات أحد الشباب في مقتبل العمر فلما بدءوا بتغسيله انقلبت بشرته من البياض الشديد إلى السواد الشديد، فخاف المغسلون وخرجوا من مكان التغسيل، فإذا بالأب في خارج المغتسل يدخن، فقالوا: هل الميت ميتكم؟! قال: نعم، قالوا: ما خبر هذا؟ قال الأب: لم يكن من المصلين, فقالوا: خذوه أنتم وغسلوه وكفنوه، وصدق الله إذ يقول: {وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النحل:٣٣].
والعكس بالعكس: فقد مات أحد الأخيار في مقتبل العمر، وهو من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، ومن المسابقين إلى الصفوف الأولى، وما تخلف عن الفجر يوماً، وهو ممن يدعو ويعظ بالموعظة والذكرى الحسنة.
يقول أحد مشايخنا: أنا كنت ممن غسله وكفنه، فلما بدأنا بتغسيله وبدأنا بإعداد المسك والكافور، قال: والله الذي لا إله إلا هو! لقد فاحت رائحة المسك منه قبل أن نضع المسك عليه، فقلت لصاحبي: هل تشم؟ قال: هذا فضل الله يؤتيه من يشاء: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا} [فصلت:٣٠]، ويقول شيخنا: فلما كفناه وذهبنا به إلى المقبرة، وكنت ممن أنزله في قبره، يقول: والله الذي لا إله إلا هو! إننا عندما أنزلناه إنه لما أنزلوه أخذ من بين أيدينا، وحمل من بين أيدينا والله! ما حملناه، ثم وسد في التراب والله! ما وسدناه، ثم وجه إلى القبلة والله! ما وجهناه، ثم كشفت عن وجهه فإذا هو يضحك، يقول الشيخ: والله! لولا أني أنا الذي غسلته وكفنته ما كنت أظن أنه قد مات.
فاتقوا الله عباد الله! وحافظوا على أوامره، وانتهوا عن الفواحش والمنكرات، واعلموا أن المحافظة على الصلوات ضمان بخاتمة حسنة، قال صلى الله عليه وسلم: (من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله) أي: في حفظ الله ورعايته.
وقال بعض أهل العلم: معناه: أنه إذا مات من يومه دخل الجنة، ثم ليعلم المسلم أنه مسئول عن أهل بيته، قال صلى الله عليه وسلم: (مرو أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر).
فاصنعوا لنا أبطالاً، واصنعوا لنا رجالاً، واصنعوا لنا أمهات عابدات.
لا بد من صنع الرجال ومثله صنع السلاح وصناعة الأبطال علم علمه أولو الصلاح من لم يلقن أصله من أهله فقد النجاح لا يصنع الأبطال إلا في مساجدنا الفساح في روضة القرآن في ظل الأحاديث الصحاح شعب بغير عقيدة ورق يذريه الرياح من خان حي على الصلاة يخون حي على الكفاح.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
اللهم اجعلنا من الذين هم على صلاتهم دائمون، ومن الذين هم على صلاتهم يحافظون، ومن الذين هم في صلاتهم خاشعون، اللهم اجعل خير أعمارنا آخرها، وخير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك.
اللهم اصلح لنا الشباب والشيب، واحفظ نساءنا وأطفالنا يا رب العالمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اجعلنا من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ولا يخافون فيك لومة لائم يا رب العالمين.
عباد الله! إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.