هيا نسمع بداية الحياة ونهايتها، تعال نسمع من أخبار الدنيا.
قبل أن أبدأ في ذكر أخبار الدنيا أريدك أن تعرف أنه ما ذمت الدنيا من أجل الدنيا، إنما ذمت الدنيا لسوء فعل أهلها وغفلتهم عن الآخرة، وإلا فهي طريقنا إلى الآخرة، وفيها نتزود من العمل الصالح، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(خيركم من طال عمره وحسن عمله، وشركم من طال عمره وساء عمله).
لو لم يكن فيها عيب إلا أن أهلها يموتون لكفاها، اسمع حقيقتها كما قال تعالى:{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}[الحديد:٢٠]، هذه حقيقتها: سريعة الفناء، قريبة الانقضاء، تعد بالبقاء ثم تخلف عند الوفاء.