طلبت من الشباب الذين يعملون بهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكتبوا لي بعضاً من القصص والمواقف التي مرت بهم من أحوال الفتيات، بكى بعضهم حزناً وألماً على بنات المسلمين، وإلى أي درجة من الضياع وصلن إليه، بل أصبحن يتطاولن على الدين وأهله، وما درت أن هؤلاء يريدون حفظ عرضها وشرفها.
كتب لي أحدهم قال: كنا نعمل في المكتب الذي يتبع كلية البنات، كنا نلاحظ ونراقب الجهة المقابلة للكلية ونتابع الطالبات اللاتي يحضرن من داخل الحي، لأن اللاتي يخرجن مع الشباب ينزلن هناك ثم يأتين مشياً إلى الكلية.
مرة من المرات: وجدت زميلي يتحدث مع طالبة ويسألها: من أين أتيت؟ أخذت تحلف وتقسم بالله إنها جاءت من الكلية وليس من الحي، فقلت لزميلي: أمتأكد أنت إنها جاءت من الحي؟ قال: متأكد كما أنك أمامي، قال: حولها إلى المركز وأكمل الإجراءات والتعليمات، قال: لقد حلفت وأقسمت وسأتركها من أجل ذلك، والله يتولى أمرنا وأمرها، فمن يكن كاذباً فعليه كذبه، ونحن أصلاً لا نريد منها شيئاً إلا المحافظة على سمعتها وشرفها من الذئاب.
ذهبت الطالبة إلى طالبات يجلسن أمام محلات تجارية مقابل الكلية، وأخذت تقول لهن بأنها ألجمتنا وأسكتتنا، وأننا اتهمناها ظلماً وبهتاناً، وأخذت تحرض الطالبات علينا وعلى عدم السكوت لنا وعلى عدم مهابتنا.
لما وصلنا إلى الرصيف الآخر أنا وصاحبي إذا بصوت فرامل سيارة خلفنا، التفتنا فإذا بهذه الطالبة ملقاة على الأرض قد صدمتها السيارة وهي تحاول أن تقطع الطريق، لا أقول لكم: إنها ماتت فأنا لا أعلم، ولكنها أصيبت إصابات خطيرة {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}[إبراهيم:٤٢].