ومن صفاتهم التي ابتلينا بها اليوم: الكسل والنوم عن الطاعات، كما قال الله:{وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}[النساء:١٤٢]، فهم لا يقومون إلى الصلاة بحرارة وشوق إلى لقاء الله، والوقوف بين يديه، والاتصال به والاستمداد منه.
وتأمل في قوله صلى الله عليه وسلم:(أرحنا بها يا بلال!)، وقوله:(وجعلت قرة عيني في الصلاة)، وكان صلى الله عليه وسلم (إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة).
وأخبرنا بأبي هو وأمي أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (ورجل قلبه معلق في المساجد).
وقال عدي بن حاتم: ما جاء وقت صلاة إلا وأنا إليها بالأشواق، وما دخل وقت صلاة إلا وأنا لها مستعد.
فهذا حال المؤمنين الصادقين.
وأما حال المنافقين فلا يقومون إلى الصلاة إلا وهم كسالى، يؤذن المؤذن فلا يتحرك، ويسمع الإقامة فلا يتحرك، وفي آخر الركعات قد ينطلق مرآةً للناس وسمعة! وتراهم نشيطين في طلب دنياهم، كسالى في فعل الطاعات، وكم مرة يسمعون الصلاة:(خير من النوم) وهم في غيهم يعمهون، ثم إذا نادى منادي الدنيا قاموا إليها مسارعين.