عباد الله! يمكث نبي الله عيسى في الأرض أربعين سنة، وفي رواية سبع سنوات، فكيف نجمع بين الروايتين؟ قال أهل العلم: عندما رفع عيسى من الأرض كان عمره ثلاثاً وثلاثين، وذلك عندما دُبرت المؤامرة لاغتياله، فرفعه الله من بين أيديهم وعمره حينها ثلاث وثلاثون سنة، ثم يرجع ويمكث سبع سنوات، فتلك أربعون سنة، ويتخلل هذه السنوات السبع فتنة عظيمة تعم الأرض كلها، وهي فتنة يأجوج ومأجوج، وخروجهم شر عظيم بينه النبي صلى الله عليه وسلم، فلقد فزع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم حتى خرج محمراً وجهه، محذراً من فتنة يأجوج ومأجوج.
تروي لنا زينب بنت جحش رضي الله عنها ذلك فتقول:(خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فزعاً محمر الوجه يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب! فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا، وحلق بأصبعيه السبابة والإبهام، قلت: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث)، رواه البخاري ومسلم.
وقد فسر الجمهور الخبث بأنه الفسوق والفجور، وقيل المراد: الزنا خاصة، وقيل: المعاصي مطلقاً، ومعنى الحديث: أن الخبث إذا كثر فقد يحصل الهلاك العام، وإن كان هناك صالحون، فالصلاح وحده لا يكفي حتى يرد العذاب.
فالمطلوب: هو الإصلاح بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.