[أسباب النصر]
المطلوب المحافظة على الطاعات، وترك الفواحش والمنكرات فوالله ما أضعف الأمة وجردها من سلاحها الذي لا تقهر به إلا الذنوب والمعاصي! فإن تركناها وعدنا إلى رب الأرض والسماء تحقق النصر بإذن الله، مهما بلغت قوتهم وطاقتهم، فأي قوة تقف أمام الله أكبر؟! فإن كان عندهم طائرات ومدافع ودبابات فمعنا جبريل وميكائيل وجند من الله يقاتلون معنا، ولو بسط جبريل جناحاً من جناحيه لغطى مشرق الأرض ومغربها، قال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال:٩]، ولا يكون ذلك إلا بالصبر والتقوى، قال تعالى: {إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران:١٢٥]، فأي قوة تقف أمام هذا؟! وحتى نكون فرساناً بالنهار لابد أن نتعلم الفروسية بالليل، كما قال الشاعر: عباد ليل إذا جن الظلام بهم كم عابد دمعه في الخد أجراه وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم هبوا إلى الموت يستجدون رؤياه وحتى ننتصر على أعدائنا لابد أن ننتصر على أنفسنا ونربي الأبناء على الصلاة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم لعشر)، وقال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [الحج:٤١].
السنن الربانية لا تتغير ولا تتبدل، قال تعالى: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد:٧]، وقال أيضاً: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم:٧]، وقال أيضاً: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة:١٥٢]، وقال أيضاً: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة:٤٠]، فإن وفينا لله بالعهد وفى الله لنا بوعد صادق وعهد سابق، فمن أصدق من الله قيلاً، ومن أصدق من الله حديثاً، قال تعالى: {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة:٢١].
إن ما يمر بالعالم الإسلامي اليوم هو سحابة صيف عما قريب ستنقشع، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} [الشعراء:٢٢٧].
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر الشرك والمشركين، وانصر عبادك الموحدين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك الذين يقاتلون من أجل إعلاء كلمة دينك، اللهم انصر من نصرهم، اللهم اخذل من خذلهم، اللهم صن أعراضهم، واحقن دمائهم، واشف مرضاهم وتقبل شهداءهم، وفك أسرانا وأسراهم يا رب العالمين.
اللهم إنهم قلة فكثرهم، اللهم إنهم جياع فأطعمهم، اللهم إنهم خائفون فأمنهم، اللهم إنهم مظلومون فاقتص لهم، لا راد لفضلك ولا معقب لحكمك.
اللهم يا منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزم الأحزاب وزلزلهم، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.
اللهم لا تدع لهم قوة في الأرض إلا دمرتها، ولا في البحر إلا أغرقتها، ولا في السماء إلا أسقطتها.
اللهم اقذف الرعب في قلوبهم، وزلزل الأرض تحت أقدامهم، ومكن الرجال من أعناقهم يا رب العالمين.
اللهم أخرجهم من بلاد المسلمين أذلة صاغرين، لا ترفع لهم في بلاد المسلمين راية، ولا تحقق لهم غاية.
اللهم من عاونهم على المسلمين فاقصم ظهره، واخرس لسانه، وشل أركانه يا قوي يا عزيز، يا مالك الملك، يا جبار السماوات والأراضين.
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.
اللهم احفظ نساءنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم اجعلهن هاديات مهديات، راضيات مرضيات، تقيات نقيات خفيات، اللهم استخدمهن في طاعتك، واجعلهن مجاهدات في سبيلك يا رب العالمين.
اللهم ردنا إليك رداً جميلاً يا حي يا قيوم.
ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.
أستغفر الله العظيم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.