روى الذهبي في كتاب الكبائر قصة رجل ماتت أخته فقبرت ودفنت، ثم ذهب إلى بيته فتبين له أنه فقد كيساً من الذهب، فراجع حساباته فتبين له أنه سقط في القبر حين كان يحفر ويدفن، فرجع ونبش القبر، فإذا بالقبر نار تتأجج، فرجع لأمه خائفاً باكياً وجلاً: أماه! أختي تقية نقية ما علمت عليها من سوء! كيف وقد وجدت قبرها ناراً تتأجج؟! اسمع يا صاحب القلب! اسمع وراجع الحسابات قبل فوات الأوان، قبل أن تبكي دماً، قالت الأم: أختك كانت تؤخر الصلاة عن وقتها.
إذا كان هذا حال الذي يؤخرون، فكيف سيكون حال الذين ينامون عن الصلوات؟ كيف سيكون حال الذين لا يصلون؟ كم سمعنا عن وجوه قد اسودت؟ كم سمعنا عن أبدان قد تقطعت؟ {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}[الأنفال:٥٠ - ٥١].
مر رجل على قصر من القصور قد اجتمع عليه ملأ من الناس، فقال: ما الخبر؟ قالوا: إن الأمير قد بنى هذا القصر وجمع الناس، فقال لهم: من قال لي: أن في هذا القصر عيباً أعطيته ما شاء.
قال الرجل قبل أن يدخل القصر فيه عيبان: أنه سيفنى القصر وسيفنى صاحبه: عش ما بدا لك سالماً في ظل شاهقة القصور يغدى عليك بما اشتهيـ ت من الرواح إلى البكور فإذا النفوس تقعقعت في ضيق حشرجة الصدور فهناك تعلم موقناً ما كنت إلا في غرور