كذلك من الأمانات أمانة الأسرار الزوجية، وإن من أعظم الخيانة يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم:(الرجل يفضي إلى زوجته وتفضي إليه، ثم يكشف سرها أو تكشف سره)، يقول: حدث بيني وبين فلانة كذا وكذا، فالبيوت أسرار، فاحفظ الأمانة، واحفظ الأسرار في البيوت.
وتقوم الساعة إذا ضيعت الأمانة، ففي الحديث قال أنس:(بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ دخل أعرابي فقال: يا محمد! متى الساعة؟ فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم قلنا -أي: الصحابة-: إما أنه كره سؤاله، أو أنه لم يسمع ماذا قال، فلما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من حديثه، قال: أين السائل عن الساعة؟ قال الأعرابي: أنا يا رسول الله! قال: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: وما ضياعها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله).
فاتقوا لله عباد الله! واعلموا أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم.
اتقوا الله عباد الله! واعلموا أن الإيمان هو الدافع لنا لحفظ الأمانات وأداء الحقوق، ولما ضعف الإيمان ضاعت الأمانات وضاعت الحقوق، فاستشعروا رقابة الله في كل مكان: في الصحاري، وفي البراري، وفي البحار، فإن استشعار رقابة الله هي الدافع الحقيقي لنا لحفظ الأمانات.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا يا ربنا من الراشدين! وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك، يا رب العالمين! اللهم اجمع شملنا، ووحد صفنا، وأصلح ولاة أمورنا وانصرنا يا قوي يا عزيز! على القوم الكافرين.
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك الذين يقاتلون من أجل إعلاء كلمة دينك، وانصر من نصرهم، واخذل من خذلهم، وفك أسرانا وأسراهم يا رب العالمين! اللهم عليك بكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك، ويعذبون أولياءك، اللهم اشدد وطأتك عليهم، اللهم اشدد وطأتك عليهم، اللهم اشدد وطأتك عليهم، اللهم أنزل عليهم بأسك وبطشك إله الحق! إنهم لا يعجزونك.