للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بذل أسباب الهداية]

تريد الهداية؟ ابذل أسبابها.

تريد النجاة؟ خذ بأسباب النجاة.

تريد الجنة؟ اعمل بعمل أهلها، وأول عربون في طريق الهداية والاستقامة ترك الذنوب والمعاصي.

تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب للمحب مطيع ثم الخطوة التالية إعلان التوبة والندم والرجعة والإنابة إلى الله، ثم المحافظة على الصلوات، وإياك ثم إياك أن يناديك المنادي حي على الصلاة والصلاة خير من النوم وأنت تتخلف عن أوامر الله.

ثم لا بد من أمر مهم وهو تغيير الصحبة، فسبب ضياع كثير من الشباب هم الشباب، وسبب هداية كثير من الشباب هم الشباب (والمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).

فلا تصحب أخ الفسق وإياك وإياه فكم من فاسقاً أردى مطيعاً حين آخاه فأنت تردد كل يوم {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:٦]، فخذ بالأسباب، واعلم أن الأيام صفحات مطوية، فكل يوم نطوي صفحة، فنفتح صفحة الليل ثم نطويها، ونفتح صفحة النهار ثم نطويها حتى تأتي آخر الصفحات، ولا أدري أنا ولا أنت بماذا يختم لنا، لكن الذي أعرفه ويعرفه كل منا {َأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [آل عمران:١٨٢]، وأن من عاش على طاعة مات على طاعة، وبعث على طاعة بإذن الله، والعكس بالعكس، فمن شب على المعاصي شاب على المعاصي ومات على المعاصي وحشر على المعاصي والعياذ بالله.

فانتبه قبل أن تنادي بأعلى الصوت: رباه ارجعون، فلا يستجاب لك.

إن نعمة العقل نعمة عظيمة فاستخدمها فيما يعود عليك بنفع الدنيا ونفع الآخرة.

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا هداة مهتدين، لا ضالين ولا مضلين، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا يا ربنا! من الراشدين.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

اللهم وفقنا لتوبة نصوح قبل الموت، اللهم وفق الشباب لخير الدنيا وخير الآخرة، يا رب الأرض والسماء يا رب العالمين! واجمع شملنا، ووحد صفنا، وأصلح ولاة أمورنا، وانصرنا يا قوي يا عزيز! على القوم الظالمين.

أستغفر الله العظيم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.