إن مصدر عزنا وقوتنا هو قرآننا الذي يحاولون أن يحولوا بيننا وبينه، وشغلونا عن تلاوته والعمل بآياته بالغناء والخنا والزنا والربا، إنه الكتاب الذي أفحم الخطباء وأخرس العظماء وأسكت الشعراء وأدهش الأذكياء وتحدى العرب العرباء، تلاوته تذهب الأحزان، وتثير الأشجان، وترفع الشان، وتثقل الميزان، وتخسئ الشيطان، وتثبت الإيمان.
تباً لمن يقول بأننا سنهزم والقرآن بين أيدينا، وتباً لمن يدعونا للتشاؤم والقرآن بين ظهرانينا، هم يقاتلوننا بتوراتهم وأناجيلهم المحرفة، فلماذا يريدها بنو جلدتنا قومية وعلمانية.
بالقرآن سنهزمهم، ولقد أخبرنا الله بطرق هزيمتهم وشرح لنا نصوصهم ورسم لنا خططهم وحذرنا منهم, القرآن هو الذي فضح المنافقين وعراهم وأظهر مكنونهم وحذرنا أشد التحذير منهم، كيف لا وهم السبب في تراجعنا وذلنا ومن أسباب تسلط أعدائنا علينا! بالقرآن انتصرنا على التتار الجيش الذي لا يقهر والوحوش الذين لا ينتسبون إلى البشرية، انتصرنا عليهم بعد أن خاضوا بخيولهم في دماء المسلمين في المساجد كما يفعلون اليوم، وليس العجب أننا هزمناهم في عين جالوت وغيرها، ولكن العجب أننا أدخلناهم في الإسلام طواعية، ولبست نساؤهم اللباس الساتر، صنعنا هذا بالقرآن وسنصنعه مرة ثانية وثالثة، {وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}[محمد:٣٥].