عباد الله! إن جريمة اليهود الأخيرة حين اغتالوا شيخنا أحمد ياسين ليست بالجريمة الأولى، ولن تكون الأخيرة، فلقد واجه اليهود الإسلام بالعداء منذ اللحظة الأولى لقيام دولة الإسلام المجيد، فألبوا على الإسلام والمسلمين كل قوى الجزيرة العربية، وذهبوا يجمعون القبائل المتفرقة لحرب المسلمين، {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا}[النساء:٥١]، ولما غلبهم الإسلام بعز عزيز استمروا يكيدون له ببث المفتريات، وبالفت بين صفوف المسلمين وإثارة الفتن بينهم، وتأليب خصومهم عليهم، فاليهود هم الذين ألبوا الأحزاب على الدولة المسلمة الأولى في المدينة، فرد الله كيدهم في نحورهم.
واليهود هم الذين ألبوا العوام، وجمعوا الشراذم، وأطلقوا الشائعات في فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه، وما تلاها من النكبات.
أليس الذي قاد حملة الوضع والكذب في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الروايات والسير يهودي منهم؟! قال تعالى:{يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ}[الفتح:١٥]، كما حرفوا التوراة والإنجيل.
وفي عصرنا هذا، أليسوا هم الذين يقودون المعركة على الإسلام في كل شبر على وجه الأرض؟! أليسوا هم الذين يستخدمون الصليبية والوثنية في هذه الحرب الشاملة؟! أليسوا هم الذين يصنعون العملاء الذين يتسمون بأسماء المسلمين ويجعلونهم أبطالاً، ثم يشنون بهم حرباً صليبية صهيونية على كل جذر من جذور هذا الدين؟! وهل يغيب عنا وعن كل مسلم أنهم كانوا خلف إسقاط الخلافة الأخيرة، وكانوا وراء إثارة النعرات والانقلابات التي انتهت بإلغاء الخلافة وتقسيم بلاد المسلمين إلى دويلات؟! وهل يغيب عنا أن الذي فعل كل هذا هو أتاتورك اليهودي عليه لعنة الله؟! أليسوا هم الذين يقودون اليوم حملة التشويه ضد الإسلام وضد نبي الإسلام؟! فإن كانوا قد دبروا مؤامرة اغتيال الشيخ أحمد ياسين فلقد دبروا مؤامرات ومؤامرات لاغتيال نبينا صلى الله عليه وسلم مرات ومرات.