للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الختام]

مر سفيان الثوري على جنازة، وكان معه صاحب من أصحابه، فقال له سفيان: كم مضى لك؟ يعني: كم راح من العمر، قال: ستون، قال: ستون سنة وأنت تسير إلى الله أوشكت أن تصل، فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، قال سفيان: تعرف معناها؟ قال: معناها: أنا لله عبد وأنه إليه راجع، فقال سفيان: من علم أنه لله عبداً فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسئول، ومن علم أنه مسئول فماذا أعد للجواب؟ قال الرجل: وما الحيلة، قال سفيان: بسيطة، تصلح ما بقى، يغفر لك ما مضى وما بقى، وإلا تؤخذ بما مضى وبما بقى.

إذاً: فالحيلة إذاً بسيطة أن تصلح ما بقى، يغفر لك ما مضى وما بقى، وإلا تؤخذي بما مضى وبما بقى، ما أجمل كلام الله إذا تدبرته القلوب.

نختم بهذه الآيات الكريمات التي ذكر الله فيها الحكمة من تعاقب الليل والنهار، ثم ذكر سبحانه صفات عباد الرحمن من الذكور والإناث، قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا * وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا * وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا * وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} [الفرقان:٦١ - ٧٧].

اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين.

اللهم اجعل خير عمرنا آخره، وخير عملنا خواتيمه، وخير أيامنا يوم نلقاك.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم احفظ نساءنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم خص منهن الحاضرات، واجعلهن تقيات نقيات، اللهم اشرح صدورهن، ويسر أمورهن، واغفر ذنبهن، واستر عيبهن، وأصلح شأنهن يا أرحم الراحمين! اللهم من أرادنا وديننا ونساءنا بسوء فاجعل تدبيره في تدميره، وكيده في نحره، وأشغله في نفسه يا قوي يا عزيز! اللهم أصلح ولاة أمورنا وولاة أمور المسلمين، واجمع شمل المسلمين، ووحد صفهم، وأعلِ شأنهم، وأصلح ذات بينهم، واهدهم سبل السلام، وانصرنا يا قوي يا عزيز! على القوم الكافرين.

أستغفر الله العظيم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.