شهيدة في اليوم الثاني من عرسها، أدخلت على زوجها ثم استشهد في اليوم الثاني، فمن هما وما خبرهما؟ إنها أم حكيم بنت الحارث، زوجة عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنهم.
خرجت معه إلى اليرموك، وكانت خلف الجيش ترد المتراجعين والفارين من أرض القتال، وقفت هي وغيرها من النساء يشجعن الرجال، ويسقين الجرحى، ويداوين المرضى، وأمسكت بعضهن بأعمدة الخيام يرجعن من فر من أرض المعركة، أو يوبخنه قائلات: إلى أين يا لكع، أتتركوننا للعلوج والكفار؟ فكان لكلماتهن أكبر الأثر في رفع همم الرجال.
لما علمت أم حكيم بمقتل زوجها عكرمة وأبيها الحارث بن هشام، تأثرت بذلك كثيراً، ولكنها هدأت وقرت عينها حين تذكرت أنهما شهيدان بإذن الله، وأنهما قتلا في سبيل الله، وأن الجنة في انتظارهما.