عجباً لأناس يقضون الساعات الطوال أمام الشاشات: ما بين فلم ومسلسل، وما بين أغنية وألحان، وزيادة على ما هم فيه من الضياع فإنهم متكاسلون عن فعل الطاعات وإقام الصلوات.
فكم من الحسنات قد كسبوا في هذه الساعات؟ وماذا استفادوا مما شاهدوه وسمعوه؟ أليست الحقيقة أخية أنهم لم يحفظوا السمع والبصر والفؤاد عن الحرام؟ أما قال الله:{وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}[الإسراء:٣٦]؟ أما قال الجبار سبحانه:{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[يس:٦٥]؟ أليس الرجال ينظرون إلى النساء المتبرجات، والنساء ينظرن إلى الرجال؟ والله يقول:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}[النور:٣٠]، وقال مخاطباً المؤمنات:{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ}[النور:٣١]؟ فأين قول المؤمنين والمؤمنات: سمعنا وأطعنا؟ تعصي الإله وأنت تزعم حبه هذا لعمري في القياس بديع لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع وأليس هؤلاء قد زادوا من رصيد السيئات يوم أن ضيعوا الأعمار في هذه الساعات والملهيات والمحرمات؟ فأين العقول السليمة؟ {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}[الحج:٤٦].