الثناء على الله: فن من الفنون، ولا يثنى على الله إلا بما أثنى به على نفسه في كتابه، أو في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ندعوا الله ونثني عليه تبارك وتعالى بأسمائه وصفاته وآياته، فإذا حل الأمر الصعب، وادلهم الخطب، وعم الجدب، وأظلمت الأفق، وضاقت الطرق، وانشق بالمصائب الأفق، فالله المستعان، وإذا جاعت البطون، وأخطأت الظنون، وحلت المنون فالله المستعان، وإذا قست القلوب، وظهرت العيوب، وكثرت الذنوب فالله المستعان، وإذا فقد الولد، وقحط البلد، وضعف السند، فالله المستعان.
سبحان من انتشل ذا النون من الظلمات، ونجا نوحاً من الكربات، سبحان من أطفأ النار لإبراهيم، وجمد الماء للكليم، سبحان من على العرش استوى، سبحان من يسمع ويرى، سبحان الله العظيم، سبحان من لا يموت، سبحان من تكفل بالقوت، سبحان من وهب النور في الأبصار، وقصر بالموت الأعمار.
لا إله إلا الله ولا نعبد سواه، غالب فلا يقهر، أغنى وأقنى أضحك وأبكى، لا إله إلا الله عدد ما خطت الأقلام، وسجع الحمام، وهطل الغمام، وقوضت من منى الخيام.
لا إله إلا الله كلما برق الصباح، وهبت الرياح، وتعاقبت الأحزان والأفراح، عز فارتفع، خضع له كل شيء وركع، أعطى ومنع خفض ورفع، أعز وأذل سبحانه:{يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}[الرحمن:٢٩].
يهدي ضالاً، ويغني فقيراً، ويغفر ذنباً، ويستر عيباً، وينصر مظلوماً، ويقصم جباراً، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[يس:٨٢].
يا من يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعد لكل ما يتوقع يا من يرجى للشدائد كلها يا من إليه المشتكى والمفزع يا من خزائن رزقه في قول كن أمنن فإن الخير عندك أجمع ما لي سوى فقري إليك وسيلة فبالافتقار إليك فقري أرفع ما لي سوى قرعي لبابك حيلة فلئن رددت فأي باب أقرع ومن ذا الذي أدعو وأهتف باسمه إن كان فضلك عن فقيرك يمنع حاشاك لمجدك أن تقنظ عاصياً الفضل أجزل والمواهب أوسع