ومن ثمار العمل الصالح: أنه يكون رفيقاً لصاحبه في القبر، بل لنعيم القبر، جاء في الحديث عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(يتبع الميت ثلاثة: أهله، وماله، وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع أهله وماله، ويبقى عمله).
وفي حديث أبي هريرة أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم:(أن الميت إذا وضع في قبره إن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه، والصيام عن يمينه، والزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات -من الصدقة والصلاة والمعروف والإحسان إلى الناس- عند رجليه، فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يمينه فتقول الزكاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن شماله فيقول الصيام: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من عند رجليه فيقول فعل الخيرات: ما قبلي مدخل) أو كما جاء في الحديث، (ثم يتمثل له عمله الصالح في قبره فيأتيه رجل طيب الريح، جميل الوجه، فيقول له العبد: من أنت فوجهك والله! الذي لا يأتي إلا بالخير؟! فيقول له: أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد، أنا عملك الصالح)، فيكون العمل الصالح أنيساً لصاحبه في قبره، (فيفتح للعبد نافذة من الجنة فيأتيه من روحها وريحانها، ويوسع له في قبره مد البصر، ويكسى حلة من الجنة، ويطرح له فراشاً من الجنة، فينادي بأعلى صوت: رب! أقم الساعة، رب! أقم الساعة) حتى أرجع إلى أهلي ومالي.
وأما العبد المضيع والأمة المضيعة:(فيأتيه رجل قبيح الوجه، نتن الرائحة، فيقول العبد أو الأمة: من أنت؟ فوجهك والله! الذي لا يأتي بالخير، فيقول: أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد، وأنا عملك السيئ، فيفتح له نافذة من النار فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه، ويفرش له فراش من النار، ويكسى حلة من النار، فيصيح بأعلى صوته، أو تصيح بأعلى صوتها: رب! لا تقم الساعة، رب! لا تقم الساعة).
يا من بدنياه اشتغل وغره طول الأمل الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل