إننا لن نعرف قيمة الأعمار إلا إذا انتهت الآجال وانقضت الأعمار، فينادي المنادون يومها بأعلى الصوت: ربنا ارجعنا نعمل صالحاً.
فلا يستجاب لهم، فقد حيل بينهم وبينما يشتهون.
وأنت يا ابن آدم ابن لحظات ثلاث: لحظة مضت بكل ما فيها، كتب فيها ما كتب إما لك وإما عليك، ولحظة قادمة لا تدري أتدركها أو لا تدركها، فأنت لست من أهلها، ولحظة تحياها فأنت ابن هذه اللحظة، فمتى ستتوب؟! ومتى ستنتظم في صفوف المصلين؟! ومتى ستكون من أهل القرآن؟! متى ستتعود على الصيام والقيام؟! يقول الحسن البصري: إن أقواماً غرتهم الحياة الدنيا فخرجوا منها بلا رصيد من الحسنات، يقولون: إننا نحسن الظن بالله.
قال: كذبوا، لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل، لكن ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون.