يا عبد الله! أتظن أن الموقف قد انتهى؟ لا، فإن القادم أشد وأعظم! ستؤمر -أيها المسكين- أن تعبر الصراط، ثم إما إلى جنة وإما إلى نار، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ويضرب الجسر على جهنم فأكون أول من يجيب ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم! وبه كلاليب - أي: في الصراط - مثل شوك السعدان - نبت له شوك معكوف - غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله، يخطف الناس بأعمالهم، فمنهم الموبق الهالك بعمله، ومنهم الناجي المقطع بالكلاليب، ومنهم من يعبره كطرف العين، ومنهم كالبرق، ومنهم كالريح، ومنهم كأجاويد الخيل والركاب فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في جهنم، ومنهم من يحبو حبواً، ومنهم من يمشي مشياً، ومنهم من يسحب سحباً) فقل لي بربك: كيف سيكون العبور؟ أبت نفسي تتوب فما احتيالي إذا برز العباد لذي الجلال وقاموا من قبورهم سكارى بأوزار كأمثال الجبال وقد نصب الصراط لكي يجوزوا فمنهم من يكب على الشمال ومنهم من يسير لدار عدن تلقاه العرائس بالغوالي يقول له المهيمن يا وليي غفرت لك الذنوب فلا تبالي أسألك بالله: كيف سيكون العبور؟ قيل لأحد الصالحين وقد مات فرئي في المنام: ماذا صنع الله بك؟ قال: وضعت قدماً على الصراط والقدم الأخرى في الجنة.
نهاية ذلك اليوم: إما إلى جنة وإما إلى نار، قال سبحانه:{وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}[الزمر:٧١ - ٧٢].