هل سمعت أيها الأخ الحبيب عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم، ومن يرد عليه، ومن يصد عنه؟ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ترد علي أمتي الحوض، وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا: يا نبي الله! أتعرفنا؟ قال: نعم، لكم سيما - أي: علامة - ليست لأحد غيركم، تردون علي غراً محجلين من آثار الوضوء، وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول: يا رب! هؤلاء من أصحابي فيجيئني ملك فيقول: وهل تدري يا محمد ما أحدثوا من بعدك؟).
كم غيروا! وكم بدلوا! وكم تهاونوا! وقد اختلف العلماء متى يكون الورود على الحوض وأين؟ فقيل: قبل الصراط.
وقيل: إنه يكون بعد الحساب والميزان والصراط والله أعلم.
وأما وصف الحوض ففتح قلبك رعاك الله! فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه -أي: آنيته- كنجوم السماء، من شرب منه لا يظمأ أبداً) متفق عليه.