وبعد ساعات الفجر تحلو دقائق الاستغفار فخرج علي مستغفراً ربه بعد قيام الليل منطلقاً إلى صلاة الفجر، فيطعن وهو في طريقه إلى المسجد.
شتان بين خواتيم وخواتيم، شتان بين من يقتل وهو يسير إلى المسجد، وشتان بين من يسير إلى معصية الله.
ثم يوم علم علي أنها النهاية قال: أبقوه، فإن أنا بقيت قتلت أو عفوت، وإن أنا مت فاقتلوه وعجلوه فإني مخاصمه عند ربي جل في علاه؛ ولم يتلفظ بعدها بكلمة إلا قول: لا إله إلا الله لا إله إلا الله لا إله إلا الله حتى فارق الحياة.
علي المجاهد العنيد والمقاتل الصنديد يموت وهو يسير إلى صلاة الفجر.
مات لأن الله قال:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}[الزمر:٣٠] الكل سيموت إلا ذو العزة والجبروت.