إن التسابق في الخير ليس من نصيب الرجال فقط، فقد ضربت النساء فيه أروع الأمثلة، فهذه عائشة أنفقت ثمانين ألف دينار في يوم واحد في سبيل الله، ولم تبق ديناراً واحداً لإفطارها وكانت صائمة.
وذهبت أخت بشر الحافي إلى الإمام أحمد فقالت: يا إمام إني ربما ينطفئ السراج وأنا أغزل على ضوء القمر فهل عليّ عند البيع أن أميز هذا من هذا؟ فقال: إن كان بينهما فرق فميزي للمشتري.
فسبحان الله! تخاف أن تغش وتأكل الحرام، فأين النساء اللاتي لا يبالين في أين يأكلن أمن حلال أم من حرام.
وهذه زوجة الحطاب كانت تقول لزوجها كل يوم عندما يريد الخروج: اتق الله فينا وفي الكسب الحلال، فإننا نصبر على الجوع ولكننا لا نقوى على النار.
وأما سباق الأمهات ففيه العجب العجاب، فاسمعي يا أم المستقبل! قال أبو بكر القرشي: حدثنا الحارث بن محمد التميمي قال: حدثنا علي بن محمد القرشي عن جويرية بن أسماء أن إخوة ثلاثة من بني قطيعة شهدوا يوم تستر فاستشهدوا، فخرجت أمهم يوماً إلى السوق لبعض شأنها، فتلقاها رجل قد حضر أمر تستر فعرفته فسألته عن بنيها، فقال: لقد استشهدوا، فقالت مستفسرة: أمقبلين أم مدبرين؟ فقال لها: مقبلين، فقالت: الحمد لله نالوا الفوز، وحاطوا الذمار، اللهم تقبلهم مني واجعلهم شفعاء لي عندك يوم القيامة.
هل رأيت وسمعت يا أم المستقبل كيف يدفعن بأبنائهن إلى أرض الجهاد والقتال، ونحن لا ندفعهم إلى المساجد والصلوات، فهذا هو الفرق بيننا وبينهم.
واسمعي أخية! عن هذه المتسابقة الصغيرة، فقد ذهبت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنها وهي ابنة خمس سنين في حاجة عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان ثوبها يجر وراءها شبراً أو يزيد، فأراد عمر رضي الله عنه أن يمازحها، فرفع ثوبها حتى بدت قدماها، فقالت له: أما إنك لو لم تكن أمير المؤمنين لضربت وجهك.
تتكلم بهذا وهي بنت الخامسة فالله أكبر، ولله درها، رحمك الله يا أم كلثوم! أين أنت من بنات ونساء المسلمين اليوم؟! وكيف لو رأيت كاشفات الوجوه؟! وكيف لو رأيت من يظهرن السيقان؟! وكيف لو رأيت المتعطرات والمتبرجات؟! كيف لو رأيت الخرّاجات والولاجات؟! وكيف لو سمعت عن أخبار البنين والبنات؟! وكيف لو سمعت عن الاختلاط واللقاءات؟! وكيف لو سمعت عن أحاديث الطرق والمباريات حتى ممن تعدّ من الصالحات؟!