[دعوة للتوبة]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله وبياكم، وسدد على طريق الحق خطاي وخطاكم.
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعني وإياكم في دار كرامته إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ.
وأسأله سبحانه أن يغفر ذنب المذنبين، ويقبل توبة التائبين، وأن يدل الحيارى، ويهدي الضالين، ويغفر للأحياء وللميتين.
أمر الله عز وجل بالتوبة فقال: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور:٣١]، ووعد جل في علاه بالقبول، فقال: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى:٢٥]، ثم فتح الرحمن باب الرجاء، فقال: {لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر:٥٣].
أخرج مسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يا أيها الناس! توبوا إلى ربكم، فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة.
وأوحى الله إلى داود عليه السلام: يا داود! لو يعلم المدبرون عني كيف انتظاري لهم، ورفقي بهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم لماتوا شوقاً إلي، ولتقطعت أوصالهم من محبتي، يا داود! هذه إرادتي في المدبرين عني، فكيف إرادتي في المقبلين علي؟).
يا من يرى ما في الضمير ويسمع أنت المعد لكل ما يتوقع يا من يرجى للشدائد كلها يا من إليه المشتكى والمفزع يا من خزائن رزقه في قوله كن امنن فإن الخير عندك أجمع مالي سوى فقري إليك وسيلة فبالافتقار إليك فقري أرفع مالي سوى قرعي لبابك حيلة فلئن رددت فأي باب أقرع ومن الذي أدعو وأهتف باسمه إن كان فضلك عن فقيرك يمنع حاشا لفضلك أن تقنط عاصياً فالفضل أجزل والمواهب أوسع عنوان اللقاء: قوافل العائدين.
وسيتكون اللقاء من: مقدمة، وبداية، وختام، وبينهما أخبار خمسة: الخبر الأول: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ} [يوسف:١١١].
الخبر الثاني: سبحان مغير الأحوال.
الخبر الثالث: أترضى أن تكون مثل هذا؟ الخبر الرابع: طريق المخدرات.
الخبر الخامس: هدايتي على يديه، ثم الختام.