ولما أكملت عدتها تقدم لخطبتها اثنان من كبار قواد المسلمين يزيد بن أبي سفيان، وخالد بن سعيد بن العاص رضي الله عنهم أجمعين، ولقد كانت عادة العرب أنهم يرون في حسن الوفاء لصاحبهم المتوفى أن يتزوجوا بزوجته.
وافقت أم حكيم على الزواج من خالد بن سعيد وقدم مهرها، لكن الحرب كانت مستمرة بين المسلمين والروم، والمفروض أن يؤجل الزواج حتى تنتهي الحرب، لكن خالد بن سعيد الصحابي الجليل رأى الزواج في الحال دون انتظار فرفضت أم حكيم، فالوقت غير مناسب، ولأنها رأت أعداداً من الروم قد اتجهت نحو المكان، فقالت: لو أخرت الدخول حتى يصد الله هذه الجموع! لكن خالداً أصر على موقفه وقال: إن نفسي تحدثني أنني سأصاب في جموعهم وسأقتل، فوافقت أم حكيم مرغمة، وقالت له: الرأي ما ترى.
أقيمت الأعراس، ونصبت الخيام للولائم في مرج الصفر عند قنطرة على النهر، سميت بقنطرة أم حكيم ثم بدأت المبارزة فخرج العريس، وقاتل قتال المستميت، فقتل منهم عدداً لا يستهان به، لكنهم تكاثروا عليه وقتلوه كما قتلوا ابنه من قبل، ترك عروسه التي في الدنيا، واستقبلته الحور العين.