همسة قبل النهاية: أخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي: أن امرأة دفعت إلى ابنها يوم أحد سيفاً، فلم يطق حمله فشدته على ساعده بنسعة -يعني: قطعة قماش- ثم أتت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله! هذا ابني يقاتل عنك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للغلام:(أي بني احمل ههنا احمل ههنا وأخذ يقاتل دون النبي صلى الله عليه وسلم، فأصابته جراحة فصرع، فأتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي بني لعلك جزعت؟ قال: والذي بعثك بالحق لم أجزع، وانطلق يقاتل القوم على شدة جراحه وآلامه).
فأنجبي لنا مثل هؤلاء، وربي لنا مثل هؤلاء، فأنت صانعة الأبطال، ومربية الأجيال.
إن الشباب هم القوة، وهم حملة الرسالات، وإن مسئولية الشباب اليوم أكبر مما مضى، فالمطلوب من أبناء الإسلام شباباً وشيوخاً أن يفهموا دينهم فهماً صحيحاً، بتعلم العلم الشرعي والعمل بذلك العلم، ثم الدعوة إلى الله والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، قال الله:{كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}[المجادلة:٢١].
اللهم إنا نستعينك ونستهديك ونستغفرك ونتوب إليك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونترك ونهجر من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجوا رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك الذين يقاتلون من أجل إعلاء كلمة دينك، اللهم انصر من نصرهم، واخذل من خذلهم، اللهم طمئن قلوبهم، وثبت أقدامهم، وأفرغ عليهم صبراً يا رب العالمين! اللهم صن أعراضهم، واحقن دماءهم، وعجل بنصرهم يا رب السموات والأرضين.
اللهم من أرادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه، واجعل تدبيره تدميره، اللهم لا تدع لهم ناراً للحرب إلا أطفأتها، اللهم اجعل تدبيرهم تدميرهم، واجعل دائرة السوء عليهم، اللهم ردهم خائبين خاسرين فإنهم لا يعجزونك يا جبار السموات والأرضين، اللهم رد الشباب والشيب إليك رداً جميلاً يا رب العالمين! اللهم حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا يا ربنا من الراشدين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا في من خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين! ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.