[شهر رجب والبدع الواردة فيه]
الحمد لله على إحسانه، والشكر له سبحانه على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه.
اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه وإخوانه.
عباد الله! أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله عباد الله: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} [البقرة:٢٨١].
عباد الله! رجب شهر من الأشهر الحرم الأربعة، وهي ثلاثة متصلة: ذو القعدة وذو الحجة ومحرم، وواحد فرد هو شهر رجب، واختلف في سبب تسمية هذه الأشهر حرماً على أقوال: فقيل: لعظم حرمتها وحرمت الذنوب فيها، وقيل: سميت حرماً لتحريم القتال فيها، وكان ذلك معروفاً في الجاهلية، وقيل: إن سبب التحريم لأجل التمكن من الحج والعمرة، فيأمن الحجاج على أنفسهم ذهاباً وعودة.
ومما يجب أن يعلم: أن رجب شهر كسائر الشهور يستحب فيه من الأعمال الصالحة ما يستحب في غيره من الشهور بلا تميز عن سائر الشهور، ولقد انتشرت بدع كثيرة لا بد من التنبيه عليها: أولها: صلاة الرغائب، وهي صلاة يصليها المبتدعة في أول خميس من شهر رجب بين المغرب والعشاء يصلون اثنتي عشرة ركعة، وهي ما أنزل الله بها من سلطان، قال الحافظ العراقي وغيره: حديثه موضوع لا أصل له.
ثانيها: صلاة ليلة المعراج، وإحياؤها والاحتفال بها، قلنا: ليلة الإسراء والمعراج ليلة غير معروفة، فلم يعرفها الصحابة فكيف يعرفها من بعدهم؟! فيحيونها في ليلة السابع والعشرين مبتدعين ومغيرين في دين الله، وليلة المعراج لم يعرف لها وقت معين.
ثالثها: تخصيص بعض الأيام بالصيام أو العمرة كالعمرة الرجبية، أو غيرها، وهذا أمر لم ينزل الله به سلطاناً، ولا دليل على ذلك.
ومما انتشر بين الناس في جوالاتهم وفي رسائلهم: التهنئة بدخول شهر رجب، بقولهم: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان، قال أهل العلم: هذا حديث ضعيف، بل أنكره بعض أهل العلم.
فعليكم عباد الله بسنة نبيكم وسنة الخلفاء المهديين من بعده، عضوا عليه بالنواجذ، ولقد قال صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
فاحذروا من البدع رعاكم الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وما وقع هؤلاء في بدعهم إلا لجهلهم بما أنزل الله تبارك وتعالى، والجهل يدفع بالعلم ويصده، فتعلموا بارك الله فيكم أمور دينكم، {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل:٤٣].
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر الشرك والمشركين، وانصر عبادك الموحدين.
اللهم أقم علم الجهاد، واقمع على أهل الشرك والزيغ والعناد.
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك الذين يقاتلون من أجل إعلاء كلمتك، اللهم حرر أقصانا من أيدي اليهود، ورد العراق لنا رداً جميلاً يا رب العالمين! اللهم أخرج الكفرة الصليبيين من بلاد المسلمين أذلة صاغرين، اللهم لا ترفع لهم في بلاد المسلمين راية، ولا تحقق لهم في بلاد المسلمين غاية، واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية.
اللهم عليك بهم وبمن والاهم، يا رب العالمين! اللهم اشدد وطأتك على أمريكا وأعوانها، اللهم اشدد وطأتك على اليهود الغاصبين، والشيوعيين والمنافقين يا قيوم السماوات والأرضين! اللهم فك أسرانا في كوبا وفي كل مكان، وهيئ لهم من أمرهم رشداً، واجعل لهم من أمرهم مرفقاً، وثبتهم على طاعتك يا رب العالمين! اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين! وعلمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً يا رب العالمين! اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين، لا خزايا ولا مفتونين.
اللهم لا تؤاخذنا بالتقصير، واعف عنا الكثير، وتقبل منا اليسير، إنك يا مولانا! نعم المولى ونعم المصير.
عباد الله! إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم.