معنى الحساب أن يوقف الحق تبارك وتعالى عباده بين يديه، ويعرفهم بأعمالهم التي عملوها، وأقوالهم التي قالوها، وما كانوا عليه في الدنيا، من إيمان، وكفر، واستقامة، وانحراف، وطاعة، وعصيان، وما يستحقونه على ما قدموه من إثابة وعقوبة، ثم يعطون الكتب، إما بالأيمان إن كانوا صالحين، وإما بالشمال إن كانوا طالحين.
ويشمل الحساب ما يقوله الجبار لعباده، وما يقولونه له، وما يقيمه عليهم من حجج وبراهين، وشهادة الشهود، ووزن الأعمال.
أما نوع الحساب: فعسير، ويسير، ومنه: حساب التكريم، والتوبيخ، ومنه: الفضل، والصفح، والعفو.
والذي يتولى ذلك كله، هو: أكرم الأكرمين، وأسرع الحاسبين، وقيوم السماوات والأرضين.
شعار محكمة ذلك اليوم:{لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}[غافر:١٧]، (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)، فهو العدل سبحانه، لو عذب عباده جميعاً لم يكن ظالماً لهم؛ لأنهم عبيده، وملكه، والمالك يتصرف في ملكه كيف يشاء.
أيا من ليس لي منه مجير بعفوك من عذابك أستجير أنا العبد المقر بكل ذنب وأنت الواحد المولى الغفور إن عذبتني فبسوء فعلي وإن تغفر فأنت به جدير أفر إليك منك وأين إلا إليك يفر منك المستجير ولكن الحق تبارك وتعالى يحاسبهم محاسبة عادلة، تليق بمحكمته، وعدله، وعظمته، وجلاله.