تبدأ الشدائد والأهوال بنفخة واحدة، وهي نفخة الصعق، فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ مرة أخرى وهي نفخة البعث، واسمع إلى القرآن وهو يحذر وينذر، ويذكر بشدة الشدائد والأهوال، فقال سبحانه مذكراً بأهوال ذلك اليوم:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}[الحج:١ - ٢]، إن في ذلك اليوم من الشدائد والأهوال ما فيه حياة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وقال سبحانه مصوراً تلك الشدائد:{إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ * يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ * كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ}[الانفطار:١ - ٩].