للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[البداية]

الحمد لله على جزيل إنعامه وإفضاله، والشكر له على جليل إحسانه ونواله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعالى في إلهيته وربوبيته، وتقدس في أحديته وصمديته، وتنزه في صفات كماله عن الكفء والنظير، وعز في سلطان قهره وكمال قدرته عن المنازع والمغالب والمعين والمشير، وجل في بقائه وديموميته وغناه وقيوميته عن المطعم والمجير، وصلى الله وسلم على البشير النذير والسراج المنير، وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين.

يا رب حمداً ليس غيرك يحمد يا من له كل الخلائق تصمد أبواب غيرك ربنا قد أوصدت ورأيت بابك واسعاً لا يوصد هو القائل جل جلاله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:١٨٦].

اسمعي كيف سماهم ((عِبَادِي)) بأشرف الأسماء، فأضاف العباد إليه، ورد عليه مباشرة، أي: لم يقل: فقل لهم، وإنما تولى الجواب بنفسه، ليبين لهم أنه لا واسطة بينهم وبينه، وأن بابه مفتوح، وهو قريب ممن دعاه، حليم على من عصاه، غني عمن تناساه.

قال صاحب الظلال: إنها آية عجيبة، آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة، والود المؤنس، والرضا المطمئن، والثقة واليقين، لم يقل: أسمع الدعاء، إنما عجل بإجابة الدعاء: ((أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)).