[فتاوى العلماء حول حكم التفحيط وخطره على الفرد والمجتمع]
بين علماؤنا حفظهم الله حكم (التفحيط) و (التطعيس)، والمفاسد والأضرار على الفرد والمجتمع.
يقول ابن جبرين حفظه الله ومد في عمره موجهاً كلامه للآباء: أربعوا على أنفسكم وتفكروا في العواقب، ولا تتهاونوا بدماء المسلمين، ألا تعلمون أنكم تحملون إثماً كبيراً متى حصل حادث بسبب هذه السيارات التي وليتم قيادتها هؤلاء الشباب الذين هم ليسوا على قدر المسئولية؟! عليكم أن تعتبروا بمن حولكم، وبمن تسمعون خبره من الآباء وأولياء الأمور الذين تساهلوا مع أولادهم.
الثقة مطلوبة، لكن الإفراط في الثقة هو الذي لا نطلبه، الثقة مطلوبة حتى يتربى هؤلاء وهم واثقون بأنفسهم، لكن الثقة المفرطة بغير حسيب ولا رقيب هي التي دمرت الشباب.
فنصيحتنا للآباء: ألا يمكنوا أولادهم من القيادة إلا بعد سن الثامنة عشرة، وأنا أقول: حتى أصحاب الثامنة عشرة لا يعرفون قيمة المسئولية اليوم، فلا نستأمنهم على أرواح الآخرين إلا بعد التمرين والتدريب الطويل، وبعد التأكد من أنهم سيقودونها في تأن وبعد عن التهور والمخاطرة، فعلى كل الآباء التقيد بذلك ليريحوا أولادهم، ويحفظوا فلذات أكبادهم، وليأمن الآخرون من أخطارهم وتعدياتهم، والله أعلم.
وسئل ابن عثيمين رحمه الله عن حكم الصعود على الكثبان الرملية المرتفعة وهو ما يعرف بـ (التطعيس)، وهل يعد آثماً من يشاهد ذلك، فضلاً عمن يقود السيارة؟ فأجاب رحمه الله بقوله: أولاً: خروج الشباب إلى البر على هذا الوجه ربما يفضي إلى مفاسد، منها: تركهم للجماعات في المساجد، وبعدهم عن الأهل، وإتلاف الأموال؛ لأن السيارات تتلف بمحاولة إجبارها على أن تصعد على الكثبان الرملية، وإذا تضررت كان هذا من إتلاف الأموال، وإتلاف المال لغير مصلحة شرعية دينية أو دنيوية محرم، قال الله:{وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ}[النساء:٥]، ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال.
ثم قال رحمه الله: ثم إني أسمع كثيراً من الناس يشكون من هذه السيارات، حيث إنها تفسد الأرض والنبات، ومعلوم أنه إذا كثر تردد السيارات على أرض بعينها فإنها تتلف، وتموت زروعها ومواشيها، وإذا تبين أن مثل هذا العمل مضيعة للمال، وقد يكون سبباً لأمور محظورة، فيكون تشجيعه والخروج له والتفرج عليه محرماً.
إذاً: الذي يقود يأثم، والذين يجتمعون هناك ليتفرجوا هم أيضاً آثمون؛ لأن فعلهم فيه إقرار للمحرم، ومساعدة عليه، وهؤلاء ما تجمعوا هنا إلا لإظهار مهاراتهم لهؤلاء الذين تجمهروا من حولهم، والله يقول:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة:٢].