فاتقوا الله عباد الله ابكوا على أنفسكم قبل أن يُبكى عليكم، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، احملوا أنفسكم على الطاعات قبل أن تحملوا على الرقاب، استعدوا للموت قبل أن ينادي بأعلى الصوت رباه ارجعون فلا يستجاب لنا لساعة تجلس تحاسب فيها نفسك خير من أيام وساعات تهدر فيها الأعمار.
هذه الأيام مطايا أين العدة قبل المنايا؟ أين الأنفة من دار الأذايا؟ أين العزائم أرضيتم بالدنايا؟ إن بلية الهوى لا تشبه البلايا وإن قضية الزمان لا كالقضايا يا مستورين ستكشف الخفايا إن ملك الموت لا يقبل الوساطة ولا يأخذ الهدايا أيها الشاب! ستُسأل عن شبابك أيها الشيخ تأهب لعتابك أيها الكهل تدبر أمرك قبل سد بابك يا مريض القلب قف بباب الطبيب يا منحوس الحظ اشك فوات النصيب بالجناب قليلاً وقف على الباب طويلاً واستدرك العمر قبل رحيله وأنت بداء التفريط عليلاً يا من نذرُ الموت عليه تدور يا من هو مستأنس في المنازل والدور لو تفكرت في القبر المحفور وما فيه من الدواهي والأمور كانت عينُ العين منك تدور يا مظلم القلب وما في القلب نور الباطن خراب والظاهر معمور إنما ينظر للبواطن لا للظهور يا من كلما زاد عمره زاد إثمه يا من يدور في المعاصي فكره وهمه يا قليل العقل وقد رق عظمه يا قليل العِبَر وقد تيقن أن القبر عمّا قليل يضمه كيف نعظ من مات قلبه لا عقله وجسمه نعم أيها الغالي! لابد من الرحيل طال الزمان أو قصر، سيأتي ذلك اليوم الذي ستودع فيه الحياة، لكن قل لي بالله كيف سيكون الحال عند ساعات الرحيل؟!