[مؤامرة اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم يهود بني النضير]
عباد الله! وبعد إجلاء يهود بني قينقاع حاول يهود بني النضير اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد انطلق إليهم في أمر بينه وبينهم، فلما جاءهم خلا بعضهم إلى بعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل هذه الحال أبداًَ، فهل من رجل يعلو على هذا البيت فيلقي عليه صخرة فيريحنا منه؟! فانتدبوا رجلاً منهم فقال: أنا لذلك، فنهاهم عنه أحد أحبارهم وهو سلام بن مشكم وقال لهم: هو يعلم، أي: أن الوحي سيخبره وسيفضحكم، فلم يقبلوا منه، فلما صعد أشقاهم ليلقي الصخرة على النبي صلى الله عليه وسلم نزل الوحي بالخبر، قال تعالى:{وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[المائدة:٦٧]، وفضح المؤامرة، فانسحب النبي صلى الله عليه وسلم من المكان، وشاع خبر مكيدتهم وضج المسلمون من ذلك، فتهيأ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لقتالهم، فحاصرهم وأخرجهم من المدينة أذلة صاغرين.