[موقف المسلمين اليوم تجاه قضايا أمتهم]
فاتقوا الله عباد الله، فإن الذي يحدث في بلاد المسلمين يمنة ويسرة لابد له من وقفة ومراجعة حسابات، فهل يرضيك الذي يحدث لإخواننا في فلسطين؟! هل يرضيك ما يحدث هناك؟! تهدم بيوتهم، وأنا وأنت نصبح على طعام وشراب بين أهلينا وصغارنا، وهم يصبحون ويمسون على أصوات المدافع والدبابات.
وليس العجب -والله- ما يحدث هناك، فما يحدث هناك هو من فعل اليهود ولا عجب، لكن العجب هو الصمت المطبق على العالم بلا استنكار وبلا شجب وتنديد، والعجب غفلتنا عما يحدث لهم هناك، والعجب تفكك البنيان الذي كان في يوم من الأيام جسداً واحداً.
القدس بصوت الحزن تنادي: أيا عرب! أأنتم قول والعمل صعب المنال؟! أين عمر؟ أين صلاح الدين؟ أين هؤلاء الأبطال؟! أين من يحمي أغصان شجرة الزيتون من أفعال نجستها أسوأ الأفعال؟! أين من يحمي أطفالاً في حضون أمهاتهم ربما كانوا في الغد من سادة الأجيال؟! أين أنتم يا عرب القول؟! أين أنتم أم أنتم شعوب تخاف القتال؟! هل تفكك بنيان يشد بعضه بعضاً، أم سقط النسر من أعالي الجبال؟! إنه لا عجب مما يحدث هناك، لكن العجب من أحوال المسلمين التي لم تتغير ولم تتبدل.
أفيقوا يا رقود قبل أن ننادي بأعلى الصوت فلا يستجاب لنا، فإن السكوت عن مآسيهم إثم آخر تتحمله الأمة من أدناها إلى أقصاها، وإن السكوت وعدم الانفعال مع ما يحدث هناك إثم يتحمله الجميع بدون استثناء.
أليس ما يحدث هناك بسبب تقصيرنا نحن إن كنا نظن أننا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى؟! لكنها الغفلة وطول الأمل، وقد قال تعالى: {وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا} [الإسراء:٦٠].
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يردنا إليه رداً جميلاً.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا يا ربنا من الراشدين.
اللهم ارفع البلاء عن إخواننا في العراق وفي فلسطين وفي الشيشان وكشمير وفي الفلبين وأفغانستان.
اللهم رحماك بالشيوخ الركع، والأطفال الرضع، والبهائم الرتع، اللهم كن لهم عوناً وظهيراً، ومؤيداً ونصيراً.
اللهم قل الناصر وقل المعين، اللهم آثرهم ولا تؤثر عليهم، اللهم زدهم ولا تنقصهم، وأكرمهم ولا تهنهم يا رب العالمين.
اللهم انصر من نصرهم واخذل من خذلهم يا رب العالمين، اللهم انصر من نصرهم واخذل من خذلهم يا رب العالمين، اللهم انصر من نصرهم واخذل من خذلهم يا رب العالمين.
اللهم عليك باليهود الغاصبين، والنصارى الحاقدين، والوثنيين وأعداء الملة والدين، ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم.
اللهم اشدد وطأتك عليهم فإنهم لا يعجزونك يا قوي يا عزيز، اللهم رد الشباب والشيب إليك رداً جميلاً يا رب العالمين، اللهم رد الشباب والشيب إليك رداً جميلاً يا رب العالمين، اللهم طهر بيوتنا من الشاشات والقنوات، وأسواقنا من الفواحش والمنكرات، واملأ مساجدنا وبيوتك -يا رب العالمين- بالمصلين والمصليات.
عباد الله! {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل:٩٠]، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت:٤٥].