وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:(يؤتى بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح فينادى أهل الجنة: يا أهل الجنة! فيشرئبون وينظرون فيقال لهم: أتعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، ثم ينادى أهل النار فيقال: يا أهل النار! أتعرفون هذا؟ فيشرئبون وينظرون فيقولون: نعم هذا الموت، فيؤمر به فيذبح ثم ينادى: يا أهل الجنة! خلود فلا موت، وينادى: يا أهل النار! خلود فلا موت، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم:{وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ}[مريم:٣٩ - ٤٠]).
إنه اليوم الآخر، إنه اليوم الذي لا يوم بعده، قال تعالى:{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}[الأنعام:٩٤].
يا عجباً للناس لو فكروا وحاسبوا أنفسهم وأبصروا وعبروا الدنيا إلى غيرها فإنما الدنيا لهم معبر لا فخر إلا فخر أهل التقى غداً إذا ضمهم المحشر ليعلمن الناس أن التقى والبر كانا خير ما يدخر