مر بنا قوله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود:(المهدي فتى أجلى الجبهة -أي واسع الجبهة-، أقنى الأنف -أي: طويل الأنف مع دقة أرنبته-، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، يملك سبع سنين).
وعن أبي جعفر بن علي الباقر رضي الله عنهما قال: سئل الإمام علي رضي الله عنه عن صفة المهدي فقال: هو شاب مربوع حسن الوجه، يسيل شعره على منكبيه، يعلو نور وجهه سواد شعره ولحيته ورأسه.
وجاء في كتاب المسيح الدجال وأسرار الساعة للسفاريني: بأنه آدم -أي: أسمر- ضرب من الرجال -أي: نحيف ممشوط لا طويل ولا قصير- أجلى الجبهة، أقنى الأنف، أزج -أي: حاجبه فيه تقويس مع طول طرفه-، أكحل العينين، واسع العينين، براق الثنايا أفرقها، منفرج الفخذين، وفي لسانه ثقل، وإذا أبطئ عليه ضرب فخذه الأيسر بيده اليمنى، وفي رواية:(ما بين ثلاثين وأربعين، خاشع لله خشوع النسر بجناحيه).
وأما من يوطئ له ملكه فلقد جاء عند ابن ماجة عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع رايات سود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم، قال: ثم نسيت ما قال، ثم قال: فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه المهدي).
قال ابن كثير: المراد بالكنز المذكور كنز الكعبة، فيُقتل عنده، يأخذه ثلاثة من أولاد الخلفاء، حتى يكون آخر الزمان، فيخرج المهدي، ويكون ظهوره من بلاد المشرق لا من سرداب سامراء كما يدعي ويزعم بعض الجهلة.
قال ابن كثير: ويؤَيد بناسٍ من أهل المشرق ينصرونه، ويقيمون سلطانه، ويسترون أركانه، وتكون راياتهم سود، وهو زي الوقار؛ لأن راية النبي صلى الله عليه وسلم كانت سوداء يقال لها: العقاب.
عباد الله! إن خروج المهدي حدث عظيم، وعلامة من علامات الساعة الكبرى، وقبل حدوث مثل هذه الأحداث العظام تسبقها أمارات وعلامات تبين قرب وقوعها، وسأذكر بعضاً منها في الخطبة الثانية.
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.